الفصل 2: UML داخل عملية التطوير
UML كترميز
عند تطويرهم لUML ، اتخذ الأصدقاء الثلاثة قرارا واضحا بعدم تضمين اللغة أية
قضايا تتعلق بالعمليات (process).
ذلك لأن العمليات تثير الكثير من الجدل - فما يسري على شركة ما قد يشكل كارثة
بالنسبة لشركة أخرى. فشركة مختصة بمجالات الدفاع تتطلب عمليات توثيق و جودة و
اختبارات أعقد بكثير من شركة مختصة بالتجارة الإلكترونية. لذلك فإن لغة UML عمومية، لغة عامة تسمح بالتقاط المفاهيم الأساسية لتطوير
البرمجيات و وضعها على "ورقة".
بعبارة أخرى،
لغة UML هي ببساطة لغة أو أداة ترميز أو قواعد نحوية ، سمّها ما شئت.
المهم، أنها لن ترشدك إلى كيف يتم تطوير البرمجيات.
لكي نتعلم كيفية استخدام UML بكفاءة، سوف نتعامل مع عملية process مبسّطة خلال الدروس القادمة، و نحاول فهم كيف تساعدنا UML في كل مرحلة. و لكن كبداية، لنلقى نظرة أولا على بعض
العمليات البرمجية الشائعة.
النموذج الانحداري Waterfall Model

شكل 2: النموذج "الانحداري"
التقليدي.
بحسب النموذج الانحداري –التدفقي- كل مرحلة
يجب إنهائها قبل الشروع في المرحلة التي تليها.
هذه العملية المبسطة (و التي يسهل إدارتها) تبدأ
بالتداعي بمجرد أن يزداد تعقيد و حجم المشروع. أهم مشاكلها هي:
·
أنه حتى في الأنظمة
الضخمة يجب أن تكون مفهومة وأن يكون قد سبق تحليلها بالكامل قبل مباشرة مرحلة
التصميم. فيزداد بذلك التعقيد و يصبح عبئا على المطوّرين.
·
المخاطر (Risks) تتجمع لاحقا. المشاكل عادة ما تظهر في المراحل الأخيرة من
العملية - خاصة خلال التحام النظام. و للأسف؛ تزداد تكلفة تصحيح الأخطاء بصورة مضاعفة مع مرور
الزمن.
·
في المشاريع الكبيرة،
كل مرحلة تستغرق فترات طويلة مبالغ فيها، إن مرحلة اختبار بطول سنتين ليست
بالتأكيد وصفة جيدة للاحتفاظ بفريق العمل!

شكل 3: في النموذج الانحداري، تتزايد المخاطر
وتكلفة تصحيح الأخطاء مع مرور الزمن.
أيضا، حيث أن مرحلة التحليل تنجز في مخاض
قصير مع تدشين المشروع، سنواجه مخاطرة جدية تتمثل في القصور في فهم متطلبات
الزبون. حتى لو التزمنا بإجراءات صارمة لإدارة المتطلبات و قمنا بصياغتها تعاقديا
مع الزبون. هناك دائما احتمال بأنه مع استكمال التوليف (coding) و الدمج (integration)
و الاختبار لن يكون المنتج النهائي بالضرورة هو ما يتوقعه الزبون.
برغم كل ما ذكرنا، لا يوجد عيب في
النموذج الانحداري، بشرط أن يكون المشروع صغيرا بما يكفي. صحيح أن تعريف
"صغير بما يكفي" قابل للنقاش، و لكنه أساسي، فإذا أمكن لمشروع أن يتصدى
له فريق صغير من الأفراد، كل فرد على دراية بجميع جوانب المشروع، و إذا كانت فترة
المشروع قصيرة (بضعة أشهر)، عندها يكون النموذج الانحداري عملية لها
قيمتها. فهو أفضل بكثير من الخبط العشوائي!
قد يعجبك ايضا